الخميس، يوليو 30، 2009

حين تعانقني؟!


حين تعانقني..
يخيل إليَ كأني أحتضن خيوط الشمس الذهبية..
و انصهر دفئا بين يديك..
اخبرتك قبلا...
للأنصهار معك احساس آخر يختلف جملة و تفصيلا عن المعنى الفيزيائي الذي تعلمناه في المدارس..

مفاهيمي كلها كانت خاطئة..ومشوشة ..حين فهمت حقيقة الانصهار و التجمد..بل و الذوبان..

اريد ان أصحح مفاهيم المعلمين الفيزيائيين الذين لا يفقهون معنى ما يعلمونه لنا بالمدارس..

أما نيوتن و نظرياته الفاشلة و قانون الجاذبية الذي لم يتطرق فيه الى جذب القلوب البشرية فهو أسوأ قانون أجحف بحقك..

لأن قانون الجاذبية ينطلق منك و ينتهي فيك..

هذا ما لم يصوبه نيوتن في نظرياته..

و صوبته مشاعري تجاهك..

حلمٌ كدر صفو حياتي!!؟؟


لماذا اراك بعد كل هذا الغياب؟؟
أكنت تتوهم ان الحنين اليك يغرقني؟؟؟
فأختلقت لي حلما كدر صفو حياتي؟؟
ارجوك..
لا تحاول ثانية ان تخترق اجواء احلامي الهادئة و تزعجني...
فتحت معاك كتاب ذاكرتي..
كان الغبار سماءه..ولونه كلون دار جدنا..
مركونا هناك في ذاكرة الزمن الجميل..
وريقاته ممزقة ..مزقها الم الفراق..
اما سطوره فكانت باهتة ..لم استطع قراءة شيئا منها..
حروفه تتراقص كموج البحر..
فلم تسعفني شطارتي في تجميع كلمة واحدة اقولها اليك..
..كان مرمى في زاوية مهجورة...كنت انت ساكنها قبلا..
اوراقه متلاصقة ببعضها ..اذبلتها امطار الشوق اليك..
كانت تمطر بغزارة ..في كل ايام العام..
أما الآن فلا مطر ..ولا ..أي شيء آخر يسطر كتابي..
سوى غيوم الألم التي تعصف بنا يمنة و شُملى..
لماذا تعود بعد كل هذا الغياب؟؟
لماذا كل هذا الجفاء؟؟؟
حتى زائرا بالحلم لا استقبلك؟؟
اعتدت على بعدك..و رسمت خارطة العالم الذي اعيشة بلا وطن لك؟؟
انت خارج حدود مملكتي..
فلا تعاود زيارتي في حلم تطلب اللجوء السياسي لوطني الذي ابعدتك عنه؟؟
لا تحاول ثانية!!
اكرر..انت بلا هوية.. ولا مواطنة..
عذرا..وطني لا يستقبل اصحاب الهوية المفقودة..؟؟

الخميس، يوليو 16، 2009

قرار اللا عودة يا وطني..

كنت وطنا اسكنه و يسكنني..
و بسبق الاصرار و الترصد اضعنا طريقنا في متاهاته حتى افترقنا..
بحثت عنك كثيرا حتى اقتنعت انك لم تعد في الوجود..
تعبت كثيرا..و تألمت اكثر..
كانت قناعاتي تدعمني و تهدأ روعي بفقدك..
يأست لأول مرة في حياتي..
كنت اسأل عنك بصمت كل من حولك ..
نبضات قلبي تُقبل ثرى خطواتك في الاماكن التي جمعتنا..
اما عيني فكانت تنزف قلقا و الما ..بل و شوقا لك..
و فجأة ..و بلا موعد..
تسرب صوتك الى اعماقي ليحييني رغم مقاومة عنيفة بداخلي لمبادئي التي اُؤمن بها..
اعتقاداتي بأن الشخص الذي عشق الحياة بعيدا عن وطنه لا يستحق العيش فيه كانت شعاراتي في تلك اللحظة..
لكنني سمعتك بهدوء رغما عني..
حدثني نفسي بأنه لا داعي للخديعة..
و فعلا صدقت نفسي و وجدتك بالمكان التي اضعتك فيه مؤخرا..
التقيت بك هناك..حيث تكون..
لم تخطو خطوة..
ولم تحرك ساكن..
ما زلت تقبع بخبايا اعماق قلبي..
ما زلت تسكنني و تحاكيني..
لا زلت تنسج قصصا اسطورية عن غربتنا و فراقنا..
مكانك كان مضاءا بالأمل و انت تنتظرعودتي لأنتشل اشلاءك و ألملم بقاياك..
وقفت امامك حائرة بين مشاعري و كبريائي من جهة..
و بين اللا عودة و الالامي من جهة اخرى..
و بين صدمتي بوجودك من جهة ثالثة..
كان الطوفان يحرك مركبي الى الوراء ليأخذني عنك بعيدا بالرغم من انك تقترب..
انزعجت كثيرا لأني اثق بقناعاتي....
وان ما اراه واقعا يخالف افكاري و قناعاتي بأنك رحلت بلا عودة..
الا انني قررت الرحيل ..
رغم الالم الذي يزلزل الروح.. و يكسر الهدوء النفسي الى بقايا صغيرة لا يمكن جبرها على الاطلاق..
قد تنجح بجبر كسور الرياضيات او جبر الكسور في الاجساد البشرية بمحض خبرتك و براعتك
و لكني.. و يقينا..
لا اظن ان محاولاتك بجبر كسور علاقتنا ستنجح..

الجمعة، يوليو 10، 2009

من ملفات الحياة.."ابنتي ألفت العيش بعيدا عني"

فتحت عيني بتثاقل..
ابحث عنكِ و انت من اعتدتِ النوم بجانبي..
بل في احضاني..
امتدت يداي لتلامس يداكِ..
فلم أجدكِ..
ادركت حينها أنني كنت أحلم..
كان حلما جميلا و انا معكِ في كل لحظاتكِ..
كنتِ تقبليني .. و تسمعيني احلى الكلمات..
كنتِ تشتاقيني اذا غبتُ عنك للحظات..
و تعاتبيني اذا غفلت عنكِ ثواني..
كنتِ تسأليني.."كيف هي حياتكِ بدوني"؟؟
فأجيبكِ"تعذيبٌ نفسي..و..موتٌ بطيء"
و كنت أسألكِ:"كم يوم تحتملين فراقي"؟؟
تجاوبيني بلا تردد"ولا ثانية"..
كنت اسمع منك احلى نغمة.."ماما"
أدركتُ الآن انني فعلا كنت احلم..
كنت احلم بأن لي ابنة..كانت أرق و انعم البنات..
كنت اعشق منها كل شيء..
حتى أغضابي..
كنت أقبل منها كل شيء..
و تقبل مني تعنتي و اصراري على تنفيذ بعض قراراتي رغم صعوبتها..
تحاول أن ترضيني بكل ما تستطيع من قوة..
و كنت احتمل منها بعض التصرفات التي تزعجني و تضايقني..
أما الآن..انعكست الآية..
كبرت ابنتي فألفت العيش بعيدا عني..
و عشقت حياة الاستقلالية..
بهرتها حياة الصديقات و شغلتها عني..
اصبحت تحتضن كتبها و اوراقها بدلا مني..
اصبحت يديها تعانق اقلامها التي لا تتذكر ان تخط لي كلمة شوق واحدة..
اصبحت ابنتي تحلق في عالم الحرية بلا قيود..
و بلا تعليمات و بلا ضوابط امها المتعبة..
تعتمد على نفسها في كل شيء..
لقد كبرت للدرجة التي استغنت فيها عني..
ابنتي اذا كانت حياتكِ بعيدا عني تحقق لكِ الأطمئنان الذي كنتِ تبحثين عنه ..فهنيئا لكِ بذلك السكون..
و لتكن الطمأنينة رفيقا لقلبك الطيب الحنون..
و تذكري انني لا زلت أعشق لحظات الأمومة التي جمعتنا..
و قلبي ينبض لك دعاءا بالتوفيق اينما كنتِ..
( خاطرة من ملفات أم متعبة قصت قصتها فصغتها بأسلوبي الخاص.. تذكروا انني لا أعني بالضبط ابنتي التي لا زالت في مقتبل العمر و هي ابنة الأحدى عشر ربيعا و التي لا زالت بأحضاني )..