السبت، يناير 05، 2013

في رحاب عاشوراء الحسين


وصلنا القطيف الحبيبة بالسلامة قبل قليل بعد ان من الله علينا بزيارة الامام الحسين عليه السلام و شهداء كربلاء في موقع الحادثة و يوم المصيبة العظمى و كذلك زيارة امير المؤمنين و الإمامين الكاظم و الجواد عليهم السلام اليوم.
لا اريد ان احدثكم كثيرا عن رحلة العشق الحسيني ... فأبجديات اللغات جميعها لا توفيها حقها..كانت رحلة من الحلم الى الحقيقة ... عشنا ملحمة عاشوراء بكل تفاصيلها ... دموع عاشوراء هناك بالجوار مختلفة تماماً ... و وقع الواقعة ذو أبعاد مكانية في قلب الحدث له جرح مؤلم ينزف طول الحياة...كربلاء في عاشوراء متوشحة بالسواد و رغم ذلك يرى الزائر انشراحا بالقلب و مؤانسة بتواجده هناك مواساةً و عزاء لسيدتنا فاطمة الزهراء...تنقلنا ما بين ضريحي الحسين و العباس و الشهداء عليهم السلام ... تارة نعزي مع الموالين و المواكب هنا و تارة ننتقل هناك ما بين مخيمات جانبية مكتظة بزوارهم من كل حدب و صوب.. خدام الامام ينادون على الزائرين لينالوا شرف ضيافتهم في مضائف تعمل على مدار الساعة... الشوارع ذات ازدحام منقطع النظير .. و نقاط التفتيش تعج بالزائرين اللذين يصطفون طوابيرا طويلة و مزدحمة للمرور بسلام ...تنقلنا ما بين التل الزينبي و عشنا قصة صبر سيدتنا زينب عليها السلام مع أطفال الحسين تسطرها كتب التاريخ عن تضحيات نساء آل محمد ... وبعد ركضة طويريج النسائية المليونية ذهبنا لعزاء الحسين في مقامه الشريف ثم عشنا ليلة الوحشة في مخيمات الحسين و زينب و السجاد و القاسم و العباس سلام عليهم حيث حملنا شموعا بأيدينا اضأناها لكسر وحشة الليل الحزين من الحادي عشر ... كل الموالين صغارا و كبارا... نساءا و رجالا توافدوا على المخيمات لتعظيم الأجر لسيدة الفداء و الصبر سلام الله عليها...
كربلاء كانت حزينة و مستوحشة ليلة الحادي عشر بشكل لا يمكن وصفه ... و بعد منتصف الليل خلت الشوارع و عم السكون ارجاءها ما عدا صرخات أطفال الحسين عليهم السلام..
انا اعتبرها رحلة العمر و من لم يعشها هناك فهو لازال حالم ... و لكي تفوقوا من حلم الروايات الحسينية التي نسمعها منذ نعومة اظفارنا في المجالس الحسينية عليكم بزيارة واحدة للحسين في يوم عاشوراء بجواره في كربلاء...الحزن هناك له طابع خاص...و المأتم الحسيني له إحساس خاص... و بكاء الموالين بجواره له حرارة فقد خاصة و لوعة مشتاق للحبيب الذي قتل مظلوما...
اكرر.. ملحمة الحسين عليه السلام تحتاج الى مجلدات بلا عدد... و تعابير بلا حدود نجهلها .. بل لا تسعها افهامنا حتى نكتبها...
لكن شيئا واحدا يقال الان ان مظلومية ثورة الحسين دليل حق على مصداقيتها و ان من يحاول طمس آثارها واهم ... أولئك الواهمون اللذين يحاولون محاربة الحسين هم جهلاء لم ترتقي افهامهم لفهم حقيقة ثورة الحسين و رسالته الانسانية التي لم يتبناها انسان غيره بالمستوى الثقافي و الحضاري الذي عجزت عنه كل الحضارات لحد الان بالمستوى و الروح الفدائيه الذي تبناها به الحسين عليه السلام.
الحسين ثورة حق و عدالة .. و الحق و العدالة تعني ثورة الحسين ... فلا تعيروا أولئك الجهلاء أدنى اهتمام لانهم أدنى من ان يفهموا أبعادها العميقة العظيمة و سيروا على خطى إمامكم فهو نهجٌ واضح أعجز العالم بأكمله بأن يأتي بمثله.
لم ننساكم من الدعاء أبدا ... كنتم نبض الدعاء و لهجته المستكينة ... خصصنا زوار مركز الزهراء الثقافي بدعوات و اعمال خاصة لهن في كل المقامات الشريفة هناك.. نسأل الله القبول و العود المحمود لنا و لكم قريبا يا رب العالمين.
 
 
 
     


ليست هناك تعليقات: